بريد القراء.. عائشة لخضر لونا عامر، أيقونة شامية تنسج قصائد الإنسانية وتلهم أجيال الثقافة

2025-01-02

” ريف رس” 2 يناير 2025

بقلم: الأستاذ مولاي الحسن بنسيدي علي

إهداء إلى الأخت العزيزة، الدكتورة والأدبية الإعلامية عائشة لخضر لونا عامر
الأيقونة الشامية.. شاعرة الإنسانية وصوت الثقافة المتعدد الألسن

وسط رماد الحروب وصدى القذائف، بزغ نجمها كواحة أمل ومشعل ثقافة يحمل شعلة السلام والإنسانية. هي تلك المرأة التي لم تقف أمامها الحواجز ولم تضعف عزيمتها المآسي. تركت بصمة خالدة في المشهد الثقافي العربي والدولي، وسخّرت قلمها وبيانها لخدمة قضايا وطنها والإنسانية جمعاء.

تُعرف بشخصيتها القوية وأخلاقها السامية التي جعلتها أيقونة يحتذى بها. لسانها متعدد البيان، تجمع بين جمال اللغة العربية وسحر البيان في لغات العالم، فترجمت قصائدها إلى تسع لغات عالمية. قلمها مسخر للوطن والإنسان، حيث كانت كلماتها تتغنى بحب الأرض وتدعو إلى بناء مجتمع يسوده السلام والكرامة.

ذاكرة الكتب والتحدي الكبير
عندما قُصف بيتها الذي حمل بين جدرانه عبق الذكريات، لم يكن الألم الأكبر على الأحجار، بل على خزانة ضمت نفائس الكتب التي جمعتها عبر سنوات طويلة من العطاء. لكنها لم تستسلم. حتى بعد أن استقرت في تركيا، ظل الحلم يداعبها بالعودة إلى حضن الوطن، لتستأنف دورها في بناء الإنسان والوطن.

ألقاب وأدوار رائدة
ليست مجرد شاعرة وأديبة، بل هي أيضًا قائدة فكرية ومؤسِسة تحمل رؤية مستقبلية. حصلت على درجة الدكتوراه في الإعلام، وأسست ورأست الاتحاد العربي للثقافة، حيث ساهمت في دعم مسيرة المبدعين وفتحت أبوابها لكل قلم نزيه.

شغلت مناصب رفيعة، منها:

سفيرة السلام العالمي من ألمانيا وباكستان.

المنسق العام للّورد الألماني في سوريا.

مديرة مكتب سوريا لاتحاد الجوائز العربية.

رئيسة مكتب سوريا للمركز السوري للسلام العالمي وحقوق الإنسان.

مستشارة إعلامية للنقابة السادة الأشراف آل البيت.

مستشار ثقافي لدى المنظمة العربية المتحدة للبحث العلمي (مركز لندن).

عضو الهيئة الاستشارية العليا في جريدة “عالم الثقافة” في عمّان.

رسالة إنسانية وشعر لا يُنسى
قدمت أربع دواوين شعرية مطبوعة، تشد القارئ بسحرها وبلاغتها. رسالتها في كل قصيدة كانت واضحة: إعلاء قيمة الإنسان والسلام والحب. قصائدها تخاطب وجدان القارئ أينما كان، فُسّرت وترجمت إلى لغات عالمية، مما جعلها جسراً للتواصل الثقافي بين الشعوب.

امرأة تتجاوز حدود الألقاب
وراء كل هذه الإنجازات امرأة حملت هم الإنسانية بقلبها قبل قلمها. دعمت المبدعين، وأثرت المكتبة العربية بكتابات فكرية وأدبية لا تُنسى. شخصيتها تجمع بين الحكمة، القوة، والتواضع، ما جعلها رمزًا للإصرار والصمود.

في كلماتها، تجد الأمل ينير الطريق، وفي حياتها تجد درسًا للأجيال. هي صوت المرأة العربية الذي تجاوز الحدود ليصبح رمزًا للثقافة، والإنسانية، وحب الوطن.

هي ليست مجرد اسم في قائمة المثقفين، بل هي تجربة إنسانية نادرة تحمل في طياتها معاني العطاء والإبداع.

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات الزوار

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *