تنسيق أمني اسباني – مغربي يطيح بشبكة دولية لتهريب المخدرات جوا بين البلدين

” ريف رس ” 14 دجنبر 2025

وجّهت السلطات الإسبانية، أمس السبت، ضربة قوية لشبكات الاتجار الدولي في المخدرات، بعدما تمكن الحرس المدني من تفكيك تنظيم إجرامي ينشط في تهريب مخدر “الشيرا” جواً انطلاقاً من المغرب نحو جنوب إسبانيا، وذلك في إطار عملية أمنية نوعية حملت اسم “غيرو”.

وحسب بلاغ صادر عن الحرس المدني الإسباني، أسفرت العملية عن توقيف ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في هذا النشاط الإجرامي المنظم.

وجاءت هذه التوقيفات بعد تحقيقات دقيقة باشرتها المصالح الأمنية عقب رصد تحركات ليلية مشبوهة لأشخاص ومركبات بين إقليمي مالقة وألميريا، ما استدعى إخضاع المشتبه فيهم لمراقبة لصيقة كشفت ارتباطهم بشبكة إجرامية تعتمد أساليب لوجستية متطورة.

وأوضحت التحريات أن التنظيم كان يعتمد أسلوباً غير تقليدي لتفادي المراقبة الحدودية، يتمثل في استعمال مروحيات مخصصة لتهريب المخدرات. ووفق المعطيات الرسمية، كانت هذه المروحيات تقلع من الأراضي المغربية محملة بشحنات من مخدر الحشيش، يتراوح وزنها بين 500 و900 كيلوغرام في الرحلة الواحدة.

وكانت الشحنات تُفرغ في مناطق نائية ومعزولة بإقليم ألميريا، قبل أن تتولى عناصر الشبكة نقلها بسرعة عبر مركبات خفيفة إلى مستودعات وضيعات فلاحية وفيلات سكنية، قصد تخزينها تمهيداً لترويجها داخل السوق المحلية أو إعادة تهريبها نحو دول أوروبية أخرى.

وفي إطار التدخل الميداني، نفذت عناصر الحرس المدني مداهمة محكمة بمنطقة “نيخار” بإقليم ألميريا، أسفرت عن حجز 25 رزمة من مخدر الحشيش، بلغ وزنها الإجمالي 657 كيلوغراماً.

كما مكنت عمليات التفتيش المتزامنة من حجز المروحية المستعملة في التهريب، إضافة إلى ضبط خمس قطع من الأسلحة النارية، ومبالغ مالية مهمة، وعدد من السيارات المرتبطة بأنشطة الشبكة الإجرامية.

وأكدت السلطات الإسبانية أن نجاح هذه العملية الأمنية يعود إلى تعاون وثيق وتنسيق استخباراتي عالي المستوى، بمشاركة وحدات متخصصة من الحرس المدني بمالقة، والمركز الجهوي للتحليل والاستخبارات لمكافحة المخدرات، إلى جانب وحدات خاصة، وبتنسيق ميداني مع الدرك الملكي المغربي، وأجهزة أمنية من بلجيكا والسويد.

وقد جرى تقديم المشتبه فيهم الستة أمام القضاء الإسباني، لمتابعتهم بتهم تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، وحيازة أسلحة نارية دون ترخيص، والانتماء إلى تنظيم إجرامي.