” ريف رس ” 23 دجنبر 2024
بقلم: الاستاذ مولاي الحسن بنسيدي علي
القلب الأبيض
السودان، تلك الأرض المباركة التي لم أرها بعيني، ولكنها تسكن في مخيلتي كلوحة مرسومة بإتقان.
وطن يفيض بالعظمة والجمال، حيث يلتقي النيل الأزرق بالنيل الأبيض في عناق أبدي ليشكلا نهر النيل العظيم، الذي يسقي الأرض ويزرع الخير في القلوب.
السودان: طبيعة ساحرة وروح أصيلة
على ضفاف النيل، تمتد السهول المترامية والجبال الشامخة، حيث تتمازج الطبيعة بألوانها الخلابة. أتصور نفسي مرتديًا عباءة فضفاضة وعمامة سودانية، أستنشق عبير العود والمسك والعنبر من أسواقها، وأسمع أصوات مقرئي القرآن الكريم تصدح من مساجدها العتيقة.
ثمارها من أطيب ما تذوق الإنسان، وحليب النوق يحمل نكهة الأرض الطيبة التي لا تعرف إلا الصفاء. هي جنة الأنهار والسماء المفتوحة ، حيث الغروب لوحة متوهجة بالألوان، والشروق بداية جديدة للأمل.
السودان وطن الشعر والفكر
وليس فقط موطنًا للجمال الطبيعي، بل هو مهدٌ للشعراء والعلماء الذين تركوا بصمة خالدة في الأدب والفكر، ونذكر بعضا من صفوتها في مجالات مختلفة على سبيل الذكر :
- التيجاني يوسف بشير، شاعر الروحانية والعمق، يقول في إحدى قصائده:
“أنت في وجل الحياة الحائرينْ
وأنا عشتُ بحبِّك في يقينْ”.
- محمد الفيتوري، شاعر إفريقيا والنضال، كتب:
“أنا زنجيٌّ وأبي زنجـيٌّ
وأمي زنجيةٌ أنجبـتني
والسوادُ الجميل يلفّـني”.
- صلاح أحمد إبراهيم، شاعر الحداثة، قال:
“إني أسمع صوتك رغم الخريف
ورغم الرياح التي تصدح
أنا الآن أبحث عن وطنٍ
يولد من رحم الفرح”.
السودان: علماء ومفكرون أثروا الإنسانية
لا يمكن الحديث عن السودان دون ذكر أعلامه الكبار الذين أثروا الفكر والعلوم:
الشيخ حسن الترابي: علم في الفكر الإسلامي الحديث.
عبد الله الطيب: أديب بارز ومؤلف “المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها”.
محمود محمد طه: مصلح اجتماعي ومفكر إسلامي.
الدكتور بابكر بكري حسن
الموسوعي من فقهاء القانون والشريعة استاذ محاضر وصاحب عدد كبير من الإصدارات في مختلف الاجناس القانونية وكتاب في فلسفة القانون
محمد أحمد البشير من فقهاء القانون الدستوري
أبو القاسم حاج حمد: مفكر تجديدي ومؤلف بارز.
صلاح الدين محمد احمد محمد:
رجل قانون بامتياز محام ومستشار وخبير للدراسات وباحث
محمد إبراهيم أبو سليم: مؤرخ عظيم وثّق التراث السوداني.
السودان: كرم أهلها وعظمة إنسانها يجعل المرء يحبها
إنسان السودان هو الحكاية الأجمل، كريم بطبعه، شهَم بأخلاقه، عذب بأشعاره. من هؤلاء، أستاذي الجليل معالي الدكتور محمد أحمد البشير، الذي تعلمت منه معاني القانون والدستور، ورأيت فيه روح السودان العميقة. وصديقي العزيز معالي المستشار صلاح الدين محمد أحمد محمد علي، الذي يمثل الشهامة السودانية بأبهى صورها، وصداقته تذكرني بالكرم الذي يُحكى عن أهله.
دون أن أنسى معالي فضيلة الاستاذ الدكتور بابكر بكري حسن مرجعنا بكلية الحقوق وأحد كبار فقهاء القانون الذي صنف العديد من الكتب المعتمدة وهي تعد من نفائس المراجع ولا يمكن للطالب الباحث والاستاذ الجامعي والمحامي والخبير والموثق الاستغناء عنها وسنستعرضها في مقالات لاحقة تعميما للفائدة
ولن انسى ونحن نتابع محاضرة في القرار الاداري لأحد جهابذة القانون معالي الدكتور مالك الشوبكي من الأردن الشقيق وقد اتصل بنا معالي الدكتور بابكر و دخل على رابط الدرس وهو واقف بالروضة الشريفة داعيا لنا بالتوفيق ويسأل عن أحوالنا حفظه الله وجعل معين علمهم لا ينضب هذه خصال أهل السودان
السودان التي في خاطري: حلم يتحقق
إن شاء الله
السودان ليس مجرد وطن، بل هو حالة من الصفاء وأفق من الإبداع. أحلم باليوم الذي أقف فيه على أرضها، وأعيش لحظات لا تُنسى بين نيلها وأهلها، حيث يتجسد الحلم واقعًا ويصبح الوطن الذي أحن إليه لوحة حقيقية أمام عيني.
السودان، يا قلب إفريقيا وموطن الجمال، أشتاق إليك وأنا لم أركِ، وكأنكِ الوطن الذي ولدتُ فيه ونشأتُ على حبه يرزقك الله السلامة والأمن والاستقرار ويكفلك سبحانه برعايته وحفظه
رد واحد على “بريد القراء.. السودان: أرض النيلين، لوحة الجمال والصفاء”
اخي وصديقي ابن الاكارم مولاي الحسن تعجز الحروف عن الشكر والامتنان برغم حداثه علاقتي بك والتي جمعتنا زماله الماجستير والمناقشات والمحاضرات إلا ان دف حنانك وصدق مشاعرك ونقاء سريرتك جعل اجمع المسافه ما بين المغرب والسودان وانصهرت في دواخلنا حبك وعطاؤك للسودان الجريح وسردك الوافي والجميل اثلج صدورنا
لك من السودان وشعبه كل التقدير ومن روايح الصندوق والبخور السوداني التي نستمع من كلماتك الصادقه
دمت اخ وصديق وزميل ودامت المغرب بشعبها واصلها
اخوكم / صلاح الدين محمد احمد محمد علي