” ريف رس ” 30 أكتوبر 2022
محمد بوزكو
وصلتني رسالتك صديقي محمد…
قرأتها بإمعان… وتأثر… على موقع ” ريف رس ” أمس
مرت السنوات… وهرمنا…
لكن الأمل والإصرار لم يهرم فينا…
لقد عدت بي، صديقي، لسنوات فاس… ولمسارنا على درب التكوين النضالي الجامعي…
مررتَ عن سنوات الوعي بالذات وبالهوية…
اختزلت السنين لتصل لواقع الحال…
لتتحدث بكل ألم عن هذا الكم الهائل من الهجوم علي… وذاك الانتقاص من شخصي… وعن كل ذلك الافتراس اللفظي الافتراضي الذي يتكالب علي مدرارا…
صدقني صديقي… إنني أقدر كثيرا تخوف بعض الإخوان… وأتفهم شكوكهم… من حقهم التوجس على تاريخهم… أنا أيضا خفت لما عُرِض علي إخراج هذا الفيلم…
لكن تأكد، أيضا صديقي، بأنني لا ولن أبالي بكل ذلك الكم من الحقد والكراهية… وبكل ذلك التعنيف المعنوي… والاستهزاء العبيط… بل إنني في بعض الأحيان أشفق على الكثيرين منهم… ومن بينهم من اعرفهم واعرف ما خلفهم وما تحتهم… ومن أين بدأوا ومن أين مروا… والى أين تلت بهم الايام…
اخذت العهد على نفسي على ان لا أدخل معهم في دهاليزهم المظلمة… وألا أنجر للأنفاق التي يحترفون حفرها… تركت لهم ساحة التراشق بالكلام… وليكتبوا ما يشاؤون… وليختاروا من الألفاظ والاساليب والايحاءات ما يرضي شظفهم… قشّابتي واسعة سعة السماء…
يوم قررت انجاز هذا الفيلم… عاهدت نفسي أن افعل اقصى ما في جهدي كي يكون الفيلم في مستوى مولاي محند وتاريخ الريف… وطريقي في ذلك هي السينما… والسينما ما هي سوى محاكاة للواقع…
هذا فيلم ننجزه بطريقتنا… وفق إمكانياتنا…
انتظرنا أكثر من 100 سنة… لا أحد حرك ساكنا…
في عز هذا السكون… تساءلنا الى متى سيستمر هذا الصمت؟!…
لذلك قررنا أن نكسر هذا الصمت المطوق بهذا الجزء من تاريخنا…
هذه مجرد نسخة من فيلم…
لدينا إخوان كثيرون في الريف وفي الخارج بإمكانهم إنجاز نسخ أخرى لافلام أخرى عن محمد بن عبد الكريم الخطابي وفق تصورهم الفني والابداعي… فهو يستحق أكثر من فيلم يتيم…
أنا مستمر في عملي… بكل صدق… بكل مسؤولية… وبكل تفان…
لقد بدأت باكرا، كما ذكرت، كتبتُ بالامازيغية في وقت كان فيه الكثيرون يعتبرونها من الممنوعات ومن المحرمات… لدي روايات تدرّس في الجامعات… هنا وهناك في الخارج… جُبتُ مختلف مناطق المغرب للذود رفقة أصدقائي عن لغتنا وثقافتها…
كنت في بداية المركب حين انطلقت الحركة الامازيغية… ولا زلت متمسكا بشراع هذا المركب…
لست من الذين يهوون الكلام عن اعمالهم… بدل ذلك افضل الانكباب على المزيد من العمل… والاشتغال على الجديد…
لذلك… معندي بو الوقت…
لك تحياتي القلبية صديقي محمد بوتخريط…
سيظل كلامك هذا وشاحا ألتحفُه مثلما كنا نلتحف الوشاح الفلسطيني نهاية الثمانينات…
لك معزتي وتقديري…
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار