الثراء الفاحش لأصحاب الجمعيات بالناظور.. العمل الإنساني الذي تحول إلى تجارة مربحة

2025-10-27

“ ريف رس” 27 أكتوبر 2025

تشهد الساحة الجمعوية بإقليم الناظور في السنوات الأخيرة ظاهرة لافتة للانتباه، تتمثل في الثراء المفاجئ لبعض رؤساء الجمعيات الخيرية والثقافية، الذين تحولوا في وقت وجيز من أشخاص عاديين إلى أثرياء يمتلكون العقارات والسيارات الفارهة، دون أن يُعرف مصدر واضح لهذه الثروات.

وحسب متتبعين للشأن العام المحلي، فإن عدداً من الجمعيات التي تُرفع فيها شعارات التضامن والعمل الإنساني، أصبحت واجهة لأنشطة مالية غامضة تدرّ أرباحاً ضخمة على القائمين عليها، مستفيدين من غياب المراقبة الجادة ومن الثغرات القانونية التي يستغلها البعض لتحقيق مصالح شخصية.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن بعض اصحاب هذه الجمعيات يتلقون منحاً سخية من داخل الوطن وخارجه، غير أن تلك الأموال لا تُوجَّه إلى الأهداف المعلنة، بل تُصرف في أغراض شخصية أو مشاريع تجارية خاصة، تحت غطاء “الأنشطة الثقافية” أو ” الدعم الاجتماعي”.

عدد من الفاعلين الجمعويين النزهاء عبّروا عن استيائهم من هذا الوضع، مؤكدين أن تصرفات قلة من بعض الأشخاص تسيء إلى صورة العمل المدني النبيل، وتفقد المواطنين الثقة في المبادرات الخيرية الحقيقية.

وفي المقابل، يطالب نشطاء وحقوقيون بـتفعيل آليات المراقبة المالية للجمعيات، وإلزامها بنشر تقاريرها السنوية بشفافية، مع التدقيق في مصادر تمويلها ومصاريفها، تفادياً لتحول بعض الإطارات المدنية إلى وسيلة للإثراء غير المشروع أو للتغطية على مصالح خفية.
وتعدّ قضية (بورجل) نموذجاً واضحاً لذلك.

الى ذلك يبقى السؤال المطروح بإلحاح في الشارع الناظوري،
هل تتحرك السلطات المعنية لفتح تحقيقات جادة في مصادر ثروة بعض رؤساء الجمعيات؟
أم سيبقى العمل الجمعوي، في غياب الرقابة، باباً مفتوحاً أمام الطامعين في الثراء السريع؟

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات الزوار

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *