“ريف رس” 31 أكتوبر 2025
وكالات
دق الفلاحون ومنتجو اللحوم الحمراء في جنوب إفريقيا ناقوس الخطر بشأن ما اعتبروه “واحدة من أسوأ حالات تفشي الحمى القلاعية”، بعد تأكيد تسجيل أكثر من 274 بؤرة في خمسة أقاليم بالبلاد.
وكتبت صحيفة الاقتصاد والأعمال “بيزنيس تيك”، اليوم الجمعة، أن “الوباء يثير مخاوف أكيدة تتعلق بفرض قيود على التصدير، وارتفاع أسعار اللحوم، وإخضاع الفلاحين لضغوط مالية متزايدة”.
كما لفتت البنوك إلى تنامي الصعوبات المالية التي يعاني منها زبناؤها العاملون في القطاع الفلاحي، لاسيما مع تواصل عمليات الذبح وإغلاق الطرق التجارية وارتفاع التكاليف.
وذكرت أنه، أمام نقص اللقاحات والقيود الصارمة على انتقال الماشية التي فاقمت الأزمة، قرر المنتجون المستاؤون اللجوء إلى القضاء.
وحذرت المديرة المسؤولة عن المنازعات في مكتب محاماة بجوهانسبورغ، آن-سوهت ماركس، من كون “الوضع على شفا الانهيار”، مشيرة إلى تحريك دعوى قضائية نيابة عن مجموعة من المنتجين.
واعتبرت أن هذا “الوباء يعتبر الأسوأ على الإطلاق في تاريخ جنوب إفريقيا”، مبرزة أن الفلاحين يدفعون ملايين الراندات سنويا على شكل رسوم، ومع ذلك يستمر المرض في التفشي، والأسواق في الانهيار، وأسعار اللحوم الحمراء في الارتفاع.
ويطالب المنتجون بمزيد من الشفافية بشأن استخدام الملايين من الرسوم المستخلصة من القطاع، مع العلم أن الرسوم، التي تبلغ حاليا 14,33 راندا عن كل رأس ماشية، يتعين أن توجه إلى المراقبة والوقاية من الأمراض.
وأكدت المحامية أن “الفلاحين يدفعون دون الحصول على أي تأثير ملموس”، مسجلة الحاجة إلى حسابات مدققة ومضبوطة حول استخدام هذه الأموال، التي لم تأت بأي إجابة مرضية.
ومن شأن استمرار عجز جنوب إفريقيا عن السيطرة على المرض أن يؤثر على وضعها التجاري في الأسواق العالمية، لكونها ملزمة كعضو في المنظمة العالمية لصحة الحيوان بضمان السيطرة الفعالة على هذا الوباء.
وسجلت المحامية أن “عدم الامتثال لهذه الالتزامات سيعرض الوضع التجاري الدولي لجنوب إفريقيا للخطر ويعزل مزارعيها أكثر عن الأسواق العالمية”.
وسبق لجنوب إفريقيا أن واجهت أزمة مماثلة من قبل، إذ فقدت البلاد، سنة 2019، وضعها كنطاق خال من مرض الحمى القلاعية، بعد تسجيل وباء في إقليم ليمبوبو أدى إلى تعليق نسبة كبيرة من الصادرات.
كما أدى ظهور بؤر متعددة للوباء، في سنة 2022 بأقاليم كوازولو-ناتال، وفري ستيت، وليمبوبو، إلى فرض حجر صحي واسع النطاق.
وأمام تفشي الوباء الحالي، الذي بدأ في أبريل 2025، يشكو مربو الماشية من سوء تطبيق الحجر وعدم كفاية الدعم البيطري.
وبدأت الآثار الفعلية لهذا الوباء تنعكس على ارتفاع أسعار الاستهلاك، إذ كشفت بيانات الوكالة الوطنية للإخصائيات أن نسبة التضخم في اللحوم قد بلغت 11,7 بالمئة خلال شهر شتنبر، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2018، في حين انتقل التضخم العام من 3,3 بالمئة في شهر غشت إلى 3,4 بالمئة.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار