العلاقات الاجتماعية الدافئة تبطئ الشيخوخة وتحسن صحة كبار السن

2025-10-18

“ريف رس” 18 أكتوبر 2025

وكالات

خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن العلاقات الاجتماعية القوية تسهم في إبطاء الشيخوخة وتحسين الصحة العامة لدى كبار السن.

ووفق تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” واطلعت عليه “العربية.نت”، فإن هذه النتائج لا تعني بالضرورة إطالة عمر الإنسان، لكنها قد تساعد على تأخير فترة التعايش مع أمراض الشيخوخة. بمعنى آخر، يمكن الحفاظ على الصحة لفترة أطول، لتظهر هذه الأمراض فقط في السنوات الأخيرة من الحياة، ما يجعل الشخص يشعر بأنه أصغر سنًا وأفضل حالة صحية.

وأظهرت الدراسة أن أحد العوامل الأكثر تأثيرًا على الشيخوخة هو حياتنا الاجتماعية. فالبقاء على تواصل مع الآخرين يبطئ سرعة الشيخوخة ويحسن الصحة العامة. ويشير الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بروابط اجتماعية قوية يميلون إلى العيش لفترة أطول والتمتع بصحة أفضل، لكن الآليات البيولوجية لهذه العلاقة لا تزال قيد البحث.

الدراسة، التي أُجريت في الولايات المتحدة وشملت أكثر من 2000 شخص بالغ، ركزت على قوة واتساق الروابط الاجتماعية، مثل العلاقات الأسرية، والمشاركة في الفعاليات المجتمعية أو الدينية، والدعم العاطفي، ومدى النشاط داخل المجتمع.

ابتكر الباحثون مقياسًا يسمى “الميزة الاجتماعية التراكمية”، لقياس مدى ارتباط الشخص ودعمه اجتماعياً، وهو تقدم مهم مقارنة بالدراسات السابقة التي ركزت على عوامل فردية فقط، مثل الزواج أو الصداقة.

ثم قارن الباحثون هذا المقياس بمؤشرات مختلفة للشيخوخة، بما في ذلك العمر البيولوجي (استنادًا إلى تغيرات الحمض النووي، والمعروفة باسم “الساعات فوق الجينية”)، ومستويات الالتهاب في الجسم، وسلوك الهرمونات المرتبطة بالتوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص ذوو العلاقات الاجتماعية الأقوى أظهروا شيخوخة بيولوجية أبطأ ومستويات أقل من الالتهاب. ومع ذلك، لم تُظهر الدراسة صلة واضحة بين الحياة الاجتماعية واستجابات التوتر قصيرة المدى، ربما بسبب صعوبة قياسها.

بشكل عام، توفر الدراسة دليلًا إضافيًا على أن روابطنا الاجتماعية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتقدم العمر. ويشير الباحثون إلى أن البشر تطوروا ككائنات اجتماعية، حيث ساعد التعاون الجماعي على البقاء، وتأمين الغذاء، ودعم الرفاهية، مما يجعل من المنطقي أن تكون أجسامنا مزدهرة عند التفاعل الاجتماعي المستمر.

كما وجدت الدراسة أن الميزة الاجتماعية مرتبطة بتفاوتات اجتماعية أوسع؛ فالأشخاص ذوو المستويات التعليمية الأعلى والدخل الأفضل، أو المنتمون إلى مجموعات عرقية معينة، غالبًا ما أظهروا شيخوخة أبطأ والتهابات أقل، ما يشير إلى أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تؤثر على تقدمنا في العمر.

وأخيرًا، يقترح الباحثون نهجين للتعامل مع هذا الأمر: أولاً، سياسات اجتماعية تقلل الفقر وتحسن التعليم والفرص، وثانيًا، تحسين حياتنا الاجتماعية من خلال البقاء على اتصال والمشاركة والدعم الاجتماعي، ما يمكن أن يحدث فرقًا ملموسًا في صحة الفرد وطول العمر الصحي.

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات الزوار

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *