ريف رس ” 15 اكتوبر 2025
الأستاذ محمد بوزكو يكتب..
أشرقت شمس هذا الصباح بفرحة اصدار الكاتب عبد الواحد حنو لروايته الأولى “إطانيا”… إنها فرحة ميلاد رواية جديدة لإغناء المكتبة الامازيغية…
لكن هذه الفرحة نغّصها عليّ… السادة المسؤولون عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وهم يعلنون عن “تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والعلمية والفنية بمقر المعهد تحت شعار: “الأمازيغية وإنتاج المعرفة”… احتفالا… بالذكرى الرابعة والعشرين للخطاب الملكي السامي بأجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”…
ومن بين الأنشطة يبرز… “لقاء علمي في موضوع: “السينما الأمازيغية: رؤى مختلفة” يوم الخميس 16 أكتوبر 2025 ابتداءً من الساعة الثالثة مساءً”…
بالإضافة للتنظيم “سهرة فنية كبرى، بمسرح الهواء الطلق للمعهد يوم 17 أكتوبر 2025، ابتداءً من الساعة السادسة والنصف مساءً… سيتسلم خلالها المخرج أكسيل فوزي جائزته عن فيلمه، جثة على ضفة مارتشيكا، الناطق بأمازيغية الريف”…
إلى هنا كل شيء جميل…
لكن الذي ليس جميلا هو هذا التهميش والإسفاف الذي يتم التعامل به مع السينمائيين الأمازيغ المنحدرين من الريف…
لا احد ينكر المكانة التي تحتلها السينما الناطقة بأمازيغية الريف ضمن المشهد السينمائي الوطني… ولا احد يغفل المجهودات التي يقوم بها ابناء الريف في هذا المجال… من مخرجين، ممثلين، كتاب سيناريو، تقنيين، نقاد وأكاديميين… وقد تمكنت هذه السينما، مرارا، من جني جوائز كثيرة وطنيا ودوليا، كما شهد نقاد كثيرون بقيمتها الفنية والإبداعية…
لكن للأسف… لمسؤولي المعهد الملكي رؤية أخرى… رؤية تحاول ان تطمس هذه المجهودات بالتهميش والإقصاء… واللامبالاة…
كيف يمكن ان نتحدث عن سينما امازيغية برؤى مختلفة في ظل تغييب ابرز المتدخلين فيها!؟…
هل تريدون ان اذكر لكم اسماء الدكاترة والأساتذة الذي يشتغلون في حقل النقد والدراسة الأكاديمية المتخصصة في السينما الأمازيغية بالريف؟…
خذوا مثلا… ذ عبد الرزاق العمري، د مصطفى العادك، د سليمان البغدادي، ذ احمد زاهد، د بلال، ذ جمال الدين الخضيري، الصحفي رمسيس بولعيون…
دون ان ننسى المشتغلين في الميدان: طارق الادريسي، محمد امين بنعمراوي، اكسيل فوزي، بنعيسى المستيري، زكرياء البقالي، خالد معذور… وآخرون…
ما هي الرسالة التي يريد المشرفون على المعهد أن يبلغوها من خلال هذا الحيف وهذا الضيق الذي يمارسونه على هذا المكون المهم من مكونات الثقافة الأمازيغية والوطنية؟…
من اين يستمدون كل هذه الجرأة كي يضربوا في الصفر كل هذه المجهودات التي بذلها ويبذلها اهل الريف في المجال السينمائي؟!…
أي عاقل هذا الذي يريد ان يبخس اعمال مبدعين يشهد لهم الكل بتفانيهم في صناعة افلام في مستوى يشرف الأمازيغية والأمازيغ، بتهميشهم واقصائهم؟…
عن أية رؤى مختلفة تريدون ان تتحدثوا وأنتم تُغيِّبون مبدعين يحملون هم ايضا رأيا يشكل عصب السينما الأمازيغية!؟…
للأسف أظهرتم مرة أخرى أنكم لستم في مستوى المسؤولية المنوطة بكم… وبأنكم تساهمون في محاصرة مكون اساسي من مكونات الجسم الأمازيغي في افق اغتياله رمزياً…
أية معادلة هذه:… فيلم ناطق بأمازيغية الريف يفوز بجائزة ليركام صنف الافلام… وسينمائيي الريف يقصون من التعبير عن رؤاهم ضمن ندوة تهم مجال اشتغالهم!!!!…
أي لقاء علمي هذا!!!
رحم الله محمد الشوبي الذي قال ذات يوم أن ما يميز السينما الأمازيغية بمنطقة الريف معالجتها بحرفية لقضايا إنسانية راقية، إنها سينما تعتمد على الكيف وليس الكم…
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار