جدل خوصصة معهد باستور.. مطالب نقابية بالابقاء على خدمات المعهد لتوفير اللقاحات والأمصال

2025-09-29

” ريف رس” 29 شتنبر 2025

متابعة

تتابع الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة بقلق بالغ الأنباء المتداولة حول نية سحب تراخيص استيراد وتوزيع اللقاحات من معهد باستور المغرب أو تحويله إلى شركة خاصة، وهو ما يثير مخاوف من إمكانية خوصصة هذا المرفق الصحي الاستراتيجي.

وترى الشبكة أن معهد باستور، الذي تأسس سنة 1919، يشكل دعامة أساسية للنظام الصحي العمومي، كونه المركز الوطني الوحيد لإنتاج واستيراد وتوزيع اللقاحات والأمصال الحيوية، وضمان جودتها، ما ساهم في تحقيق قدر كبير من الاكتفاء الذاتي والسيادة اللقاحية للمغرب.

ولا يقتصر دور المعهد على إنتاج اللقاحات فقط، بل يمتد ليشمل البحث العلمي والرصد الوبائي، حيث أسهم في محاربة أمراض خطيرة مثل السعار والإيدز، وكان من بين المؤسسات الوطنية الرائدة في مواجهة جائحة كوفيد-19. كما حظي المعهد باعتراف دولي مهم من خلال اختياره مركزاً إقليمياً للتميز من قبل الاتحاد الأفريقي، مما يعزز مكانة المغرب كقطب صحي رائد في القارة.

ويواصل المعهد دوره البحثي عبر مشاريع مهمة، منها المشاركة في تطوير علاجات مبتكرة لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، والبحث في علم الأوبئة ومكافحة الأمراض الطفيلية مثل “الليشمانيا”، التي تؤثر على الفئات الهشة في المغرب والدول الإفريقية. وقد تم تكريم باحثة من المعهد دوليا تقديرا لإسهاماتها في هذا المجال. كما يساهم المعهد في توفير اللقاحات الأساسية، مثل لقاح التهاب السحايا للمعتمرين والحجاج، ويلبي حاجيات وزارة الصحة من اللقاحات والأمصال التي توزع بالمجان على المراكز الصحية والمستوصفات العمومية في الحواضر والبوادي، بما يدعم برنامج التمنيع الوطني.

ويؤكد المعهد دوره الحيوي في مكافحة الأمراض الخطيرة، مثل داء الكلب، إلى جانب تكوين أطر صحية وبحثية متخصصة، والمشاركة في حملات التلقيح الوطنية، ما يجعله عنصرا محوريا في الحفاظ على الأمن الصحي الوطني.

وفي هذا السياق، تعبر الشبكة عن رفضها القاطع لأي توجه نحو خوصصة معهد باستور أو تفويت أنشطته، محذرة من أن هذه الخطوة ستشكل تهديدا للأمن الصحي، وقد تؤدي إلى ارتفاع أسعار اللقاحات واحتكارها، مما يحرم المواطنين من الحق في الصحة، خاصة في إطار التمنيع المجاني. وبدلا من الخوصصة، تدعو الشبكة إلى تعزيز دور المعهد عبر زيادة الدعم المالي واللوجستي، تحسين أوضاع العاملين ماديا ومعنويا، دمج الباحثين في السلم الوظيفي للتعليم العالي، تعزيز اللامركزية بإنشاء وحدات جهوية لتقريب الخدمات، وضمان الطابع العمومي للمعهد وتوفير اللقاحات مجاناً للجميع.

وتختتم الشبكة بلاغها بالتأكيد على أن حماية معهد باستور المغرب وتقويته مسؤولية وطنية، تتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تحقيق السيادة الصحية وتعزيز المناعة المجتمعية، مؤكدة على أهمية المحافظة على هذا الصرح الحيوي كحائط صد أمام التحديات الصحية الوطنية والإقليمية.

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات الزوار

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *