” ريف رس ” 29 شتنبر 2025
بعد أن صدرت في حقه أحكام قضائية تتعلق بالنصب والاحتيال وإصدار شيكات بدون رصيد، بالإضافة إلى متابعته في قضايا مرتبطة بإهمال الأسرة ، وقضاءه سنتين ونصف خلف أسوار سجن بوعرفة، وبعد خروجه من السجن، لم ينأى السباعي عن أنشطته الإجرامية، بل عمد إلى النصب والاحتيال مرة أخرى على أحد الأشخاص من خلال منحه شيكات بدون رصيد، وهو ما دفع الضحية إلى تقديم شكاية ضده ، صدرت على إثره مذكرة بحث في حق السباعي .
توالت جرائمه وتوالت معها الإدانات، فلم يجد السباعي الفار من العدالة وصاحب صفحة ” افضح الفساد ” ، بدا من الهروب إلى إسبانيا رفقة اثنين من أشقاءه على متن زورق يُستعمل في تهريب المخدرات والبشر، وذلك مجانا ودون دفع أي سنتيم بحكم علاقاته الوطيدة مع بعض بارونات المخدرات والهجرة السرية، غير أنّ مسار حياته لم يتوقف عند حدود الإفلات من العقاب، إذ سرعان ما لجأ إلى أسلوب آخر للانتقام من محيطه الاجتماعي من خلال الابتزاز السب والقذف وبث ادعاءات كاذبة ومظللة عبر موقع إلكتروني مشبوه.
مصادر جد مقربة من السباعي ، تؤكد أن سلوكياته المنحرفة والعدوانية والمشحونة بالحقد هي مزيج بين الابتزاز الذي يمارسه على ضحاياه من جهة ، ونشر شائعات مدفوعة الآجر لفائدة أطراف تسعى لتصفية حسابات ضيقة مع أطراف أخرى من جهة ثانية ، فضلا على أن أفعاله العدائية هي وسيلة لإشباع نزعاته النفسية المضطربة، من خلال الإساءة للآخرين وتشويه سمعتهم بغرض تصفية حسابات ضيقة مع أشخاص لا يعرفهم ولا يعرفونه أصلا ، في وقت يرى العارفون أن هذا النمط السيكولوجي يعكس حالة مرضية نفسية حادة، ناجمة عن عجزه عن الاندماج الطبيعي في المجتمع الناظوري لظروف عدة ، سيما وان جذوره لا تنتمي لمنطقة الريف التي يتحدث باسمها بل تنحدر من قرية نائية تابعة لإقليم شتوكة ايت باها جنوب المغرب ، كما أن دخوله السجن مرتين نمى حقده أكثر وأكثر ما يدفعه إلى تصفية حساباته الافتراضية مع شخصيات مختلفة ، علاوة على انه عاش منبوذا بين أسرته ومحيطه خاصة بعد واقعة محاولته اغتصاب فتاة قاصر من عائلته، وهو ما سنعود إليه بتفصيل لاحقا ، كل هذه الأسباب وغيرها زادت لدى السباعي مشاعر الحقد والضغينة تجاه العالم الخارجي .
عقب إلغاء تنشيط صفحته المشبوهة ” افضح الفساد ” وفراره إلى إسبانيا ، أنشأ السباعي موقعاً إلكترونياً غير قانوني ليكون بديلا لصفحة ” افضح الفساد ” بهدف مواصلة نهجه العدائي تجاه مختلف المسؤولين خاصة القضائيين والأمنيين و الفاعلين السياسيين والمدنيين وغيرهم ، في وقت كان يُفترض عليه البحث عن بداية جديدة تقوم على المصالحة مع نفسه قبل الآخرين.
هذه السلوكيات الرعناء الصادرة عن شخص مضطرب نفسيا وعقليا بدأت تثير جدلاً واسعاً حول خطورة استغلال المنصات الرقمية في نشر الأكاذيب والافتراءات الباطلة والتي في حقيقة الأمر لا تضر سوى صاحبها، خاصة حين تصدر عن شخص نكرة من ذوي سوابق العدلية يسعى إلى تعويض إخفاقاته الشخصية بمحاولات فاشلة لتدمير سمعة الآخرين ، لكن هيهات وهيهات “فلا يضر السحاب نباح الكلاب”.
كما هذه الظاهرة السلبية التي زادت عن حدها وان كانت في الأصل لا تضيف شيئًا مفيدًا ولا تنقص شيئًا مهمًا في حياة المستهدفين ، باتت تطرح تساؤلات حول دور السلطات الأمنية والقضائية في التصدي لهذه الظواهر التي تتناهى في ظل عدم تفعيل القوانين الرادعة لمروجي الشائعات للحد من انتشار المحتوى المضلل.
وفي ظل هذه الممارسات، يظل الرهان الحقيقي هو تعزيز وعي المجتمع بخطورة خطاب التشهير، وحماية الضحايا من تداعياته، بما يضمن صون الكرامة الإنسانية والحق في الاحترام، ومن أقوال النبي المصطفى عن هذه الظاهرة قوله صلى الله عليه وسلم ” ما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا” وقوله “من رمى مسلمًا بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم”.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار