“ريف رس” 29 شتنبر 2025
لا يزال ملف المخدرات بإقليم الناظور يلقي بظلاله الثقيلة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، حيث برزت في الاعوام الأخيرة أسماء بارونات نافذين، يقدمون أنفسهم في صورة رجال أعمال ناجحين، والخقيقة انهم ليسوا سوى مجرمين وخارجين عن القانون.
فبفعل الثروات الطائلة التي راكموها من خلال الاتجار الدولي في المخدرات، نجح هؤلاء في التغلغل في قطاع المال والأعمال، مستعملين شركات وهمية ومشاريع عقارية وتجارية لتبييض الأموال المشبوهة المتأتية من انشطة محظورة.
هذا التمويه مكّن بارونات المخدرات من الظهور كفاعلين اقتصاديين يحظون باحترام اجتماعي زائف، في وقت يعرف فيه الجميع أن مصدر ثرواتهم مرتبطة بأنشطة غير قانونية تقوّض استقرار المنطقة وتضرّ بسمعتها.
هذا واكدت مصادر ” ريف رس” أن بعض هؤلاء البارونات يحاولون شراء النفوذ والتأثير عبر تمويل حملات انتخابية، أو عبر تقديم دعم مالي لجمعيات وأنشطة اجتماعية، في محاولة لتبييض صورتهم أمام الرأي العام ، غير أن هذه الممارسات لا تخفي واقعهم الحقيقي كخارجين عن القانون، يشتغلون في الظل على حساب شباب المنطقة الذين يُستدرجون إلى شبكات التهريب.
استمرار ظاهرة تقديم بارونات المخدرات على أنهم “مستثمرون” أو “فاعلون اقتصاديون” بات يطرح تحدياً كبيراً أمام السلطات والمؤسسات الرقابية، ويستدعي تفعيل آليات صارمة لمحاربة تبييض الأموال، وتجفيف منابع اقتصاد الريع، وحماية النسيج الاقتصادي المحلي من التلوث بالأنشطة الإجرامية.
ويبقى الرهان الأكبر هو تفكيك هذه الشبكات بشكل نهائي، ووضع حد للواجهة الزائفة التي يحتفي خلفها بارونات المخدرات، حتى تعود صورة الناظور إلى إشعاعها الطبيعي بعيداً عن سطوة المال الحرام.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار