المغرب يستعد لاستلام أول سفينة دورية حربية من إسبانيا

” ريف رس” 27 شتنبر 2025

وكالات

تشهد أعمال بناء سفينة الدورية البحرية من طراز “أفانتي 1800”، التي يتم تشييدها لفائدة القوات المسلحة الملكية المغربية من طرف شركة “نافانتيا” الإسبانية في حوض بناء السفن بـ”سان فرناندو”، تقدماً ملحوظاً، وفق ما كشفه موقع “ديفينسا” الإسباني المتخصص في الشؤون الدفاعية.

وكان الحوض قد احتفى، أواخر شهر مايو الماضي، بتدشين هذه القطعة العسكرية الجديدة، التي يُرتقب تسليمها للجيش المغربي في العام المقبل في إطار صفقة سابقة. وأوضح المصدر ذاته أن السفينة توجد حالياً في مرحلة البناء النهائية، مشيراً إلى أنه لم يتم بعد تركيب الأسلحة أو أجهزة الاستشعار الخارجية عليها، حيث لن يتم الكشف عن نماذجها التزاماً بسياسة السرية التي يفرضها العميل.

وأشار الموقع الإسباني إلى أن الحكومة المغربية وقعت، في شتنبر 2022، قرضاً بقيمة 95 مليون يورو مع بنك سانتاندير لتمويل بناء الزورق من قبل شركة نافانتيا، في إطار صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 130 مليون يورو، لتنطلق أشغال البناء رسمياً في أوائل يوليوز 2023.

وحسب المواصفات التقنية التي كشفها المصدر ذاته، فإن إزاحة السفينة ستبلغ عند التحميل الكامل حوالي 2,020 طناً، بطول 87 متراً وعرض 13 متراً. كما ستضم مساحة واسعة مخصصة للطيران على السطح، ما سيمكنها من تشغيل مروحية أو نظام جوي غير مأهول (UAS)، إضافة إلى تجهيزها بزورقين مساندين من نوع RHIB.

وستتمكن السفينة من بلوغ سرعة قصوى تصل إلى 24 عقدة بفضل نظام دفع مدمج يتضمن أربعة محركات من نوع MAN 175D وخمسة مولدات طاقة من طراز Baudouin 6 M26.3.

أما بخصوص أنظمة القتال والأسلحة، فقد أوضح المصدر أنه لم يتم الكشف عنها بعد، لكن التصميم متعدد الاستخدامات يسمح بدمج مجموعة متنوعة من الأسلحة، مثل مدافع بعيار 76 أو 57 ملم، وأنظمة أسلحة يتم التحكم بها عن بعد RCWS بعيار 25 أو 30 ملم، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الصواريخ.

ولفت الموقع إلى أن هذه السفينة تمثل أول سفينة حربية تُبنى للمغرب في إسبانيا منذ حوالي 40 عاماً، إذ تعود آخر عملية بناء إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما أنجزت شركة Empresa Nacional Bazán، المعروفة حالياً بـ”نافانتيا”، فرقاطة الليوتنان كولونيل الرحماني، التي تم تسليمها في 28 مارس 1983.

وخلال حفل تدشين السفينة في 27 مايو الماضي، بحضور شخصيات رسمية مغربية وإسبانية، شدد القبطان محمد الفاضلي، ممثلاً عن البحرية الملكية المغربية، على أهمية هذا المشروع الذي يعكس عمق علاقات التعاون والصداقة بين الرباط ومدريد، مؤكداً أن الخصائص التكنولوجية المتقدمة لهذه القطعة الحربية تعكس طموح البحرية الملكية في بناء أسطول فعال ومتعدد المهام، ضمن خطة تحديث الجيش المغربي بقيادة الملك محمد السادس، لمواجهة التحديات المتزايدة للأمن البحري.