الكشف عن المساعدات الفرنسية للجزائر ..عنوان آخر  لتصاعد الأزمة الدبلوماسية

2025-02-04

ريف رس ” 4 فبراير 2025

يبدو أن الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا تتخذ منحىً جديداً يميل نحو التصعيد الاقتصادي، خاصة في ظل التقرير الذي نشرته السفارة الفرنسية في الجزائر حول حجم المساعدات المالية التنموية التي تُقدم للجزائر والتي تجاوزت 100 مليون يورو سنوياً.

ووفقاً للتقرير، فإن المساعدات العمومية للتنمية المقدمة للجزائر في عام 2022 بلغت إجمالاً 132 مليون يورو، موزعة على أربع مؤسسات رسمية. وتُعتبر هذه المساعدات جزءاً من برنامج الدعم الفرنسي للتنمية الاقتصادية وتحسين مستويات المعيشة في الدول النامية، من خلال ضمان الوصول العادل إلى الموارد الأساسية مثل الماء الصالح للشرب والطاقة، بالإضافة إلى الخدمات الحيوية كالصحة والتعليم والسكن اللائق.

ومن اللافت أن فرنسا، التي تُعد رابع أكبر ممول للمساعدات التنموية على مستوى العالم، خصصت لعام 2022 ما يقارب 15,3 مليار يورو لهذه البرامج على مستوى عالمي. وفي ما يتعلق بالجزائر، فقد شُملت المساعدات بالتوزيع التالي:

-121 مليون يورو لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث، مخصصة لمنح دراسية تُمكّن الطلبة الجزائريين من الدراسة في فرنسا.

-8,5 مليون يورو لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الجزائرية، تغطي نفقات إدارة المنح العلمية وبرامج التعاون الثقافي مع سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي في الجزائر.

-1,5 مليون يورو وُجهت للوكالة الفرنسية للتنمية في الجزائر لدعم مشاريع التنمية الاقتصادية.

-0,28 مليون يورو لوزارة الداخلية بهدف دعم عمل الجماعات المحلية وبرامج الديوان الفرنسي للهجرة والإدماج.

وتأتي هذه الأرقام في وقت تتصاعد فيه التوترات بين البلدين، خاصة بعد اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما أثار سلسلة من الأحداث الاحتجاجية. فقد أدت هذه الخطوة إلى اعتقال عشرات من المؤثرين الجزائريين في فرنسا الذين أعلنوا دعمهم للرئيس تبون، عقب دعوات لقتل معارضي النظام الجزائري في الأراضي الفرنسية. كما أظهر استطلاع حديث أجرته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية أن 81% من الفرنسيين يرون ضرورة فرض عقوبات اقتصادية على الجزائر.

وتُضيف هذه التطورات طبقة جديدة من التعقيد إلى العلاقات الثنائية، حيث تُبرز الأرقام والتوزيعات المالية المُعلنة من قبل السفارة الفرنسية جانباً من الدعم الفرنسي الذي قد يُنظر إليه على أنه عنصر في لعبة سياسية أوسع داخل سياق الأزمة الدبلوماسية القائمة.

وتظل المعطيات المتعلقة بالمساعدة العمومية للتنمية من المعلومات المتاحة للعامة، إذ يمكن الاطلاع عليها عبر مواقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبوابة الفرنسية الخاصة بالمساعدة التنموية، مما يتيح للمهتمين فرصة متابعة تفاصيل هذا الدعم المالي في إطار العلاقات الدولية المتشابكة بين الجزائر وفرنسا.

وفي خضم هذه المعطيات، يبقى السؤال معلقاً حول مستقبل العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وهل ستتحول هذه المساعدات إلى أداة دبلوماسية لتخفيف حدة الأزمة، أم أنها ستظل مجرد أرقام وسط صراع متصاعد على الساحة الإقليمية والدولية.

المصدر: وكالات

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات الزوار

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *