فرنسا تجمد آلاف تصاريح الإقامة لجزائريين لأسباب أمنية

2025-02-03

” ريف رس ” 3 فبراير 2025

باشرت السلطات الفرنسية تجميد وتعليق آلاف تصاريح الإقامة لمواطنين جزائريين، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، وذلك على خلفية توتر العلاقات بين باريس والجزائر، بعد اعتراف فرنسا رسميًا بمغربية الصحراء.

وكشف موقع “مغرب أنتلجنس”، نقلًا عن مصادر مقربة من وزارة الداخلية الفرنسية، أن أكثر من 23,000 مواطن جزائري مقيم في فرنسا تعرضوا لحظر أو تجميد تصاريح إقامتهم، وسط تحقيقات أمنية وإدارية مكثفة حول أوضاعهم.

ووفقًا للمصدر ذاته، فإن آلاف الجزائريين ينتظرون منذ ما يقارب العام، وبعضهم تجاوزت مدة الانتظار سنة كاملة، للحصول على تجديد تصاريح إقامتهم في مختلف الولايات الفرنسية. وتشمل هذه الفئة حاملي بطاقات الإقامة قصيرة الأمد (لمدة سنة) وطويلة الأمد (10 سنوات).

وأكد الموقع أن عمليات التعليق والتجميد جاءت لأسباب أمنية، إذ تخضع هذه الحالات لتحقيقات دقيقة بأمر من الولاة الفرنسيين وبالتعاون مع أجهزة المخابرات الإقليمية. وتهدف هذه التحقيقات إلى فحص الخلفيات الإدارية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية لهؤلاء المقيمين، قبل اتخاذ أي قرار بخصوص وضعهم القانوني.

وشملت التحقيقات الأمنية والإدارية عدة فئات من الجزائريين المقيمين في فرنسا، أبرزها:

-أفراد مرتبطون بشبكات نفوذ قريبة من السلطة الجزائرية، والذين يُشتبه في تورطهم بأنشطة قد تؤثر على العلاقات الفرنسية الجزائرية.

-أشخاص أبلغت عنهم أجهزة الأمن بسبب سلوكيات دينية مشبوهة أو ميول قد تؤدي إلى تطرف ديني.

-ناشطون مناهضون لفرنسا، حيث تراقب السلطات المقيمين الجزائريين الذين ينشطون على الإنترنت أو في مجموعات معينة للتعبير عن مواقف سياسية معادية للمصالح الفرنسية.

-مقيمون قاموا برحلات متكررة إلى الجزائر رغم استفادتهم من المزايا الاجتماعية الفرنسية، ما يثير الشكوك حول استغلالهم لنظام المساعدات العامة.

وأشار التقرير إلى أن السلطات الفرنسية شرعت في هذه التحقيقات بشكل سري منذ عام 2023، وهي بصدد توسيع نطاقها، مما قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الجزائريين المستهدفين بهذه الإجراءات خلال عام 2025.

وتبرر فرنسا هذه الخطوة برغبتها في التحقق من أي أنشطة قد تزعزع النظام العام، أو استغلال غير مشروع للمساعدات الاجتماعية، أو سلوكيات طائفية تهدد التماسك الوطني الفرنسي.

وتأتي هذه الإجراءات في ظل تصعيد دبلوماسي بين باريس والجزائر، خاصة بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وهو ما اعتبرته الجزائر تحولًا جذريًا في موقف باريس. وقد تؤدي هذه التطورات إلى مزيد من التوتر في العلاقات الثنائية، لا سيما وأن ملف الهجرة يعد من أكثر القضايا حساسية بين البلدين.

المصدر: وكالات

أضف تعليقك

‫‫من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.

‫تعليقات الزوار

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *