” ريف رس” 3 نوفمبر 2025
 محمد بوتخريط/ هولندا
او حين يصير الانتظار لعبة لعينة، تجعلنا محملين بأمل يأكل فينا ما تبقى من تفاؤلنا!
في الناظور لازالت معظم الأحياء والمناطق تلتقي في صورة واحدة، عنوانها المشاريع المتوقفة او المؤجلة..
على امتداد شوارع المدينة وأحيائها تصادفك الواح الاشغال والمعدات المنتشرة والمبعثرة على الأرصفة مع غياب من يتولى امرها من عمال ومسؤولين، بعدما شهدت معظم هذه الاوراش تعثرا واضحا في نسبة تقدم الأشغال..
لم تلقى هذه الاشغال إلا قليلاً من الاهتمام وأدى ذلك إلى نتائج أضحت ظاهرة للعيان أضرَّت بالإقليم بكامله وبالمدينة وشوارعها..وأحيائها.
المدينة تشهد فعلا فوضى كبيرة في إنهاء الاوراش المشاريع المبرمجة في وقتها المحدد، ذلك انه في كل حي من المدينة المترامية اطرافها ، انطلاقا من شارع محمد الخامس مرورا بالنادي البحري وهلم مشيا نحو حي لعري الشيخ و شارع المسيرة وشارع الجيش الملكي ،في اتجاه تاويمة…تجد عشرات الاوراش المفتوحة والمتوقفة منذ فترة، لم تجد بعد طريقها نحو التنفيذ، وما يترتب عن ذلك من عرقلة في حركة المرور والاختناق اليومي وتراكم الأزبال الناتجة عن هذه الأوراش المعطلة.
وإذا كنا نتحدث هنا عن هذه الأوراش الصغرى ، فلأن الأمر غير مسبوق على الإطلاق حين نعرج على المشاريع الكبيرة!
تتعهد الحكومة في شخص وزرائها او المنتدبون لديهم برمجة اوراش ومشاريع كثيرة … بناء مركب رياضي يليق بالإقليم مثلا أو انهاء أشغال المستشفى الإقليمي بالناظور…او اعلان عن فتح المحطة الطرقية..
لكن مهما كانت الوعود والعهود جميلة والادعاءات مثالية تبقى بلا قيمة أمام المواقف المجسدة في التصرفات العملية التي تختصر طريق التعرف عن حقيقة ما يقال وما يتم ادعاؤه..والظاهر ان هؤلاء لا يعرفون لا كون العهد أمانة ولا كون الوعد مسؤولية…!
ولو كان الأمر يتعلق بمصيبة واحدة لهانت، ولكنه الدوام،حين يتعلق الامر بالمشاريع الكبرى، وحتى المحطة الطرقية التي قيل عنها ان الأشغال فيها انتهت، لا زالت مغلقة والى اجل غير مسمى !! ..ثم المركز الاستشفائي الإقليمي ..الذي لا زالت ساكنة الناظور، تنتظر انتهاء الأشغال فيه، منذ ان أشرف الحسين الوردي، وزير الصحة السابق على إعطاء انطلاقة الأشغال فيه قبل ثمانية سنوات بالتمام والكمال( أكتوبر 2017 – اكتوبر 2025 ) والذي كان مقررا ان ينجز على مساحة 16 هكتارا ببلدية سلوان…والمضحك المؤلم في الامر انه قد تم تحديد مدة إنجازه وقتذاك في ثلاث سنوات !
بيك يا وليدي على 3 سنوات !!
المصير نفسه الذي انتهت إليه المحطة الطرقية المغلقة منذ سنوات، لقيه مشروع مماثل يسمى سوق “ناظور سنتر” أو ما كان يسمى سابقًا ب:”سوبير مارشي”، أنشئ بدوره منذ سنوات وهو مغلق، بالرغم من جاهزية المبنى …لا حركة و لا بيع ولا شراء،
هذا هو حال الناظور..
فما ذنبه في كل هذه الفوضى؟
مشاريع كثيرة يتم تدشينها بالملايين وتوضع لها دراسات وابحاث الا أنها تظل حبرا على ورق دون ان ترى النور على ارض الواقع. وهناك مشاريع تتعثر ويتوقف تنفيذها عند مرحلة معينة ..!!
هكذا الحال في مدينتي ، تطلق فيها المشاريع، لكن جلها يتعثر، ونكتفي نحن بالقاء اللوم والمسؤولية بسبب ذلك على مختلف السلطات لعدم الوفاء بالالتزامات وغياب المواكبة والمحاسبة، لكن المسؤولين يخرجون دائما سالمين بل وغانمين ويبقى المتضرر الأكبر هو المواطن الناظوري..الذي يزيد حاله بؤسا وشقاوة على كل المستويات، قدَره ثلاثية الفقر والفساد والانتظار…أحلامه تتحطم على صخرة الواقع المزري، والفقر، وانسداد أفاق المستقبل، و أزمات قديمة و متجددة تتولد عنها كل يوم المزيد من الأزمات والمحن والمآسي.
وكل هذه المشاريع المؤجلة أو المتعثرة…إلى متى؟






 
                                            
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار