” ريف رس ” 30 أكتوبر 2025
يبدو أن ميناء طنجة المتوسط، أحد أهم الموانئ التجارية في إفريقيا والمتوسط، أصبح في السنوات الأخيرة واجهة مفضلة لشبكات التهريب الدولي للمخدرات، التي تستغل حركته التجارية الضخمة وأنشطته اللوجستيكية المتسارعة لإخفاء شحنات ضخمة من الحشيش الموجهة نحو أوروبا.
وحسب معطيات أمنية وإعلامية متطابقة، فإن أغلب العمليات الكبرى التي أحبطتها السلطات الإسبانية مؤخرًا، سواء في قادس أو ألميرية أو الجزيرة الخضراء، كانت لشحنات انطلقت من الموانئ المغربية، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط، الذي تحول إلى نقطة عبور محورية لشبكات منظمة ذات امتدادات عابرة للحدود.
وتكشف التقارير أن المهربين يعمدون إلى إخفاء كميات ضخمة من الحشيش داخل شاحنات تبريد تحمل منتجات فلاحية موجّهة للتصدير، مثل الفلفل الأخضر والبطيخ والبطاطا الحلوة، حيث يتم تمريرها عبر الميناء في اتجاه إسبانيا تحت غطاء صادرات قانونية.
وفي عدة عمليات متفرقة، أعلنت الشرطة الإسبانية عن مصادرة عشرات الأطنان من الحشيش القادم من المغرب، بعضها كان مغلفًا بطريقة احترافية تُظهر مستوى متطورًا في أساليب التهريب، وأخرى كانت معدّة للتوزيع داخل التراب الإسباني على شكل رزم صغيرة.
ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة تُظهر تغلغل شبكات التهريب داخل بعض المسالك التجارية، واستغلالها للبنية التحتية الحديثة لميناء طنجة المتوسط الذي يُعتبر رافعة اقتصادية وطنية، لتوظيفها في أنشطة غير مشروعة.
وفي المقابل، تُواصل السلطات المغربية والإسبانية تنسيقها الأمني الوثيق لتضييق الخناق على هذه الشبكات، من خلال تبادل المعلومات ومراقبة الشحنات المشبوهة عبر أنظمة تفتيش متطورة.
غير أن حجم التجارة العابرة للميناء الذي يستقبل يوميًا مئات الشاحنات القادمة من مختلف مناطق المملكة يجعل مهمة المراقبة معقدة ويطرح تساؤلات حول الثغرات اللوجستيكية والأمنية التي تستغلها هذه التنظيمات.
ويُجمع الخبراء على أن مكافحة الظاهرة تتطلب تدابير أكثر صرامة في المراقبة والتتبع الجمركي إلى جانب تحقيقات دقيقة في مسارات التصدير المشبوهة التي قد تكون واجهة لأنشطة إجرامية تمس بصورة الميناء ودوره الاقتصادي الحيوي.
أضف تعليقك
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
تعليقات الزوار